هل للتطبيقات المكركة أضرار؟

أسعد الله اوقاتكم بكل خير ومحبه

في الحقيقة لا اعلم السبب الحقيقي لكتابة مثل هكذا موضوع، وخصوصاً بموقع تقني يعتمد على الشروحات العملية بالمقام الأول وليس على المقالات  ولكن أرى من الواجب علي ان أناقش معكم هذه الظاهرة المنتشرة بعالمنا العربي وأحببت أن أدلو بدلوي بهذه المقالة لنخرج سوية بملعومات قد  نكون غافلين عنها، فلقد اثبتت الدراسات العالمية والبحوث المستفيضة ان للبرامج المكركة مضار صحية على جسم الإنسان وانها تحتوي على مواد مسرطنة تظهر بالمستقبل البعيد على المستخدمين، ههههه بالطبع كنت امازحكم ولكن دعونا نستعرض الاضرار الحقيقية والمنطقية للتطبيقات المكركة من جميع الجوانب

 الاسلام يحرم السرقه بشتى انواعها سواء كانت السرقه لغرض ملموس او غير ملموس فعندما تستخدم تطبيق بطريقة غير شرعية ” مكرك” فانت مثل الذي يسرق جوال او كمبيوتر او مجوهرات وغيرها فحكمك بالاسلام سارق بغض النظر عن تفاوت منزلة الذنب فقد افتى الشيخ محمد المنجد وغيره من أهل العلم بتحريم استخدام البرامج المكركه حتى لو كان مصنعوها من غير المسلمين،  وفي وجهة نظري ارى ان سرقة الغير مسلمين اعظم من سرقة المسلمين والله اعلم فانت عندما تسرق غير المسلم فانت تمثل اخلاق المسلمين وتعتبر سفير لدينك وبهذا الفعل المشين قد شوهت صورة الاسلام الجميلة وجعلت المبرمج الغير مسلم يعرض عن دينك, ولا تنسى اخي الكريم عندما تنشر تطبيق مسروق و يستخدمه شخص من بعدك فانت قد شاركته بالذنب وستحمل وزره و وزر من استخدمه عن طريقك

بالإضافة إلى أن التطبيق الأصلي اكثر كفاءة من المكرك، فالتطبيق المكرك ينهار دائماً اثناء الاستخدام المكثف وربما تفقد عملك على ذلك التطبيق بلمح البصر، كما ان بعض التطبقات المكركة تكون فيها بعض المزايا معطلة او مفقودة، بالإضافة الى انك لاتستطيع ترقية تطبيقك إلى الاصدارات الاحدث في حال توفرت وسوف تُحرم من استخدام المميزات الجديدة الموجودة في كل تحديث

وبعد ان عرفنا حكم الكراك في الاسلام والفرق بين التطبيق الأصلي والمكرك لابد ان نستوعب بأن اي تطبيق تستخدمه لابد وأن يقف خلفه جهة، سواء كانت شركة او مؤسسة او  حتى افراد تقوم ببرمجته وتنفق عليه ويكلفها مادياً ومعنوياً حتى يظهر بمظهر يليق بالمستخدم, ومن هذا المنطلق اود تبيين الموقف الصحيح بكل حياد

 

اولاً : المبرمج هو بشر وليس كائن فضائي, المبرمج لديه عائلة واطفال ولديه اب و أم كما أن له تطلعات مستقبلية واهتمامات مثلك تماماً, فهو ليس ب طبيب او مهندس في الصباح ومبرمج في المساء, المبرمج هذه شغلته الوحيده التي يقتات منها فلا دخل مادي له غير البرمجه, تجده يكد صباحاً ويسهر ليلاً في سبيل اكمال برمجة التطبيق التي ربما تأخذ ايام واسابيع واحياناً شهور يقضيها امام شاشة صغيرة بين اكوام الخوارزميات والدوال المعقدة والعمليات الحسابية المتعبه لكي يصرف من ارباح البرنامج بعد بيعه على نفسه وعلى اهله وبيته ونحن نائمين في اكفاف الراحة ونأتي بنهاية المطاف و بكل بساطه نتسابق على تكريك البرنامج وسرقته دون وجه حق ..!! ليست هذه اخلاق المسلمين ..!!

ثانياً: لو فرضنا انك تستخدم تطبيق لشركة ما ولنفرض شركة ابل او ميكروسوفت فـ ايضاً لا يجوز سرقتها بنفس الاسباب التي تم ذكرها بالأعلى مضافاً إليها عواقب اخرى تمسنا نحن العرب, وهي بافعالنا تلك لن نجذب اهتمام الشركات بالاسواق العربية وبالتالي لن يتم تعريب التطبيقات ولن يتم الالتفات لنا وتحقيق مطالبنا ما دام اننا لا نشتري التطبيقات, حتى لو كان مستخدمي التطبيق بمئات الاف العرب لكن جميعهم يستخدمون المكرك ففي نظر الشركة ان زبائنها العرب يشكلون 0% فلماذا يهتمون بدعم لغتنا وزيادة مصاريف التطبيق بإحضار اساتذة لغة عربية والخ ونحن لا نشتري منهم ؟ ف بالعقل لو افترضت ياخي الكريم انك مبرمج وزبائنك من بنجلاديش 0% فهل ستدعم لغتهم ؟ بالطبع لا .. وايضاً افترض ان الروس يشكلون مانسبته 30% من مبيعات تطبيقك فبكل تأكيد ستهتم بهم وستدعم لغتهم متى ما امكن ذلك .. فاقرب مثال شركة ابل عندما انتجت الايفون لم تدعم العربية في نظامها الاول والثاني لكن بعد ملاحظتها ان مبيعاتها زادت في الدول العربية قامت بجعل اللغة العربية في نظامها لغة اساسية .. ايضاً نظام الماك الكل يعرف انه سابقاً لم يكن يدعم العربية عندما كانت مبيعات اجهزة الماك في العالم العربي قليلة جداً وبعد ان ارتفعت ارتفاع قوي وملحوظ على الفور قامت ابل بدعم العربية وجعلها لغة اساسية بنظام الليون والماونتن ليون وسيتم دعمها بأي نظام جديد يصدر ،

هذا بالنسبة لمبيعات الأجهزة لانك وبكل بساطه لاتستطيع سرقة ايفون مثل مايحصل مع البرامج لكن عندما نأتي لبرامج ابل مثل الآي وورك و الآي لايف والفاينل كت نجد انه لم يتم تعريبها ولم تلتفت لنا شركة أبل لأن اغلبنا يستخدم المكرك فلا يوجد مبيعات ملفته للنظر بالدول العربية مثل مبيعات الاجهزة، فمالذي يجعل أبل وغيرها تدعم اللغة العربية ..!!

همسة: اعرف فريق متطوع يعرض على الشركات تعريب برامجهم بالمجان .. وتفاجأ الفريق عدم تعاون الشركات معهم بحجة ان التطبيق سيزداد تكريكه في حال توفر باللغة العربية فهم غير مهتمون بالعرب لانهم يعلمون تماماً ان ثقافة التجارة الالكترونيه حديثة لدينا واننا نعيش على الكراك، لم يتعاون معهم الا الشركات التي تقدم برامج مجانية فهي لن تخسر شئ

ثالثاً: ماذا لو كان التطبيق المكرك عربي والذي يقف خلفه مبرمج عربي ؟ مالذي سيجعله يستمر بتقديم تطبيقات عربية مامدام الفئه المستهدفه لم تحفظ حقه وتدعمه ..! مالذي سيجبره على الاستمرار بالبرمجة ؟ بالتأكيد سينتقل الى منصة اخرى او ربما سيبحث عن وظيفة اخرى غير البرمجة تدر عليه مال يحفظ به كرامته, وانت ايها المسكين لن تجد من يصنع لك تطبيق الصلاة وتطبيق القرآن والتطبيقات التي تستهدفنا كعرب مسلمين, بل ربما يتطور الامر ونرى الجيل القادم بأكمله يعزف و ينفر قدر الامكان عن البرمجة لانها لا توفر مصدر ربح او اقلها حياة كريمة لصاحبها

فلنكن مرآة جميلة نعكس بها اخلاق الاسلام وجمال خُلقه ، ولنكن قدوة حسنه لبيئتنا و نكون مؤثرين على من حولنا وان نسهم في الحد من تكريك التطبيقات عملاً بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ” لاضرر ولا ضرار “